تضطر الأم أحيانا إلى ترك طفلها بمفرده فى المنزل لأسباب مهمة مثل النزول إلى العمل أو لشراء مستلزمات المنزل مما يعرضه للمخاطر والحوادث، فكيف يمكنها تجنب ذلك؟
د.اسماعيل محمد يوسف أستاذ الطب النفسى بجامعة قناة السويس يرى أنه من المفترض أن يكون لدى الطفل بعد الخامسة من عمره الوعى الكافى لإدراك ما يمكن أن يتعرض له من مخاطر إذا كانت تربيته سليمة وتنشئته قائمة على الإحترام وعدم الكذب، ولكن للأسف هذا أمر نادر الحدوث لأطفالنا لأنهم غالبا يفتقدون الشعور بالإستقرار والأمان النفسى خاصة فى أخطر المراحل التى يمرون بها وهى من سنتين إلى ست سنوات والتى تعد من المراحل المهمة فى النمو البيولوجى وكذلك إكتساب الطفل للصفات وهو ما يتحقق بوجود الأب والأم وإلا حدثت بعض عوارض النكوص التى نلمسها فى الأحلام المزعجة والتبول اللاارادى ومص الأصابع وقرض الأظافر والعديد من المشكلات النفسية التى تظهر أحيانا فى حالة البعد فترة طويلة عن الآباء فى هذه المرحلة السنية والتى تصل إلى درجة إدعاء المرض، بالإضافة إلى المخاطر الأخرى التى يمكن أن يتعرض لها الطفل مثل الإصابات داخل نطاق المنزل بسبب العبث فى الموقد أو بالغاز أو الكهرباء والنوافذ.
لذلك يجب أن يكون برفقة الأطفال من يهتم بهم فى هذه السن خاصة عند خروج الآباء إلى العمل أو غيره من الأسباب حتى فى فترة النوم وذلك بسبب المخاوف الطبيعية التى يعانى منها الطفل فى هذه الفترة، فلابد أن يدرك الآباء عواطف ونفسية الطفل عندما يتركونه للخروج للعمل أو التسلية.
أما عن ترك الأطفال دون علمهم فهذه إساءة فى معاملة الطفل وتتسبب فى عقدة نفسية بسبب عدم الإهتمام بمشاعره، فبعض الآباء يفهمون التمدن والتحضر بصورة خاطئة معتقدين أن فى تركهم الأبناء بمفردهم قمة التحضر وأنهم بذلك يعودونهم الإعتماد على النفس.
ومن وجهة نظر د.محمد المفتى أستاذ المناهج بجامعة عين شمس أنه يترتب على ترك الأطفال وحدهم فى المنزل فى سن صغيرة مشكلات جسيمة ومن الواجب أن يبقى أحد الأبوين معهم، وإذا كان من الضرورى خروج الاثنين للظروف الإقتصادية أو غيرها من الأسباب المهمة فيجب إختيار شخص أمين يرعاهم حتى لا تنشأ مشكلات نفسية كبيرة لا يدركها الآباء خاصة إذا خرجوا ليلاً، فقد يصاب الطفل بالذعر إذا لم يجد أبويه ويلجأ مثلاً إلى التقليد فيقوم بإشعال شمعة مما يؤدى إلى إحترق المنزل وحدوث كارثة.
فالجو الأسرى المترابط مهم جداً للأبناء لأن غياب الآباء المتكرر يجعل الطفل يشعر بأنه سجين داخل منزله وهذا لا يولد الإعتماد على النفس لأن التوجيه مطلوب.
و هذه دعوة للآباء والأمهات على حد سواء أن يحرصوا على رعاية أطفالهم وأن يقوموا بتنشئتهم بطريقة سليمة.
الكاتب: د. ريم رأفت.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.